أمس
وأنا بين مطارحة الأحلام وبينك
يأخذني فيك الليل بعيدا
الضوء الحاثل من أقمار ربيعك ليلا
ويئزّ بقاياك بذاكرتي
هبني من ليلك فسحة حلم
تحملني فوق جناح الريح إليك
هبني
وترفّقْ إنّ خطاكَ
تدقّ الان على أبواب القلب
وتشدو بمحطات السفر
اللا متناهي نحو مجالك
ياقمر الليل
هبني
ان خطاك الان تفيض بعطرك أنفاسا
غاض بها الليل ورتّل عصفورُ الليل
قصائدك المنسيّة
فوق تلال المسك
وأنت هناك تلوّح للآتين وللماشين
كأنّ بكفيك عصاك
تهشّ بها حينا
وعليها تتوكّأ حينا آخر
وبها لك في أطراف الليل
مآرب أخرى
ياهمسات الليل ويافزع المهووسين
ويادرب سراة الأشباح الى الليل
وياهذا السادر لايدري
أيّ غدٍ؟ أيّ سويعاتٍ ستقضّ مضاجع
من باتوا فوق رمال الوهم؟
وأي ملاقاة ستجدّ؟
وأي حديث ستطالعنا ألسنة الخراصين به؟
ياهذا البحّارُ الماخر أمواج عباب الليل بآخر ليلك
أوقف عبث الطوّافين بأحلامك
أوقفْ نبض شياطين الليل
وفضْ بجهاتك ـ تلك الالف ـ
بضوء الله على أبواب الغابة
فأنا الليلة ومعي أجراسُ الميلاد
سنقرع تلك الأبواب
فإنّ لياليك
وأطياف لياليك الان
هواجس عشق بدويّه
_ _ _ _ _ _ _ _ _
ياليل أمط عنك لثام الليل
ودع أجراس الفجر تراقص ظلك
دع صقر الرحلة يعرج بي مزهوّا
كالقمر الراقص في أمواج خريف البحر
كنت هناك
ولاأدري
من يهتف في رأسي
من يدعوني لمصاحبة الريح
برحلته صوب بقاياك
وأنا الليلة في سورك اغفو
وأرتل آخر ما أنزله الله
وأقرأ أحلام ملائكة الله
فدعني أسفح أحلام العمر
وأخرج من سنّة عالمك المسكون
المترامي بضباب العهر
دعني أتمازح مهووسا
مع أشباح الليل
دعني ألثم عين الشمس
وأغرب عند غروب الضوء
لأجهر عند وميض النجم
بأحلامي البلهاء
وأغفو بعد رحيل الشمس
وبعد أفول ظلام الارض
